نايلة الخاجة.. والرسم بالإضاءة

انطلق شغف المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة بالسينما من خلال الفن التشكيلي، وكان منبع هذا الشغف متعلقاً في الأساس بالإمكانات البصرية المذهلة التي يختزنها «الضوء» في دواخله كطيف أثيري مشعٍّ، يتحوّل تالياً لانعكاسات تصنع البريق والفتنة والجاذبية الروحانية سواء في إطار اللوحة أو في الكادر السينمائي، ومن هذا الشغف الضوئي -إذا صحّ الوصف- تدفقت الأفلام الروائية القصيرة التي صنعتها الخاجة في زمن مكثّف، وحازت بسبب اشتغالها الجدّي والمرهف في الوقت ذاته على أعمالها صيتاً نقدياً واحتفاءً فنياً، ونالت جوائز عديدة كانت حوافزها المعنوية أكثر وقعاً وتأثيراً من كونها تتويجاً في مهرجانات وأحداث سينمائية مختلفة، ونذكر من هذه الأعمال، فيلم: «الجارة»، و«الظل» و«عربانة»، و«حيوان»، و«ملل»، وغيرها من النتاجات اللافتة بصرياً وسردياً. وفي الحوار التالي مع «الاتحاد الثقافي»، تتحدث الخاجة عن مشاريعها السينمائية القادمة والمتجهة بقوة في الفترة الراهنة نحو الأفلام الروائية الطويلة، ورغبتها في تكريس السينما المستقلة في المشهد المحلي، وتأكيد الجانب الفني كأصلٍ لا يمكن التخلّي عنه حتى في صالات العرض التجارية والجماهيرية.

وتشير الخاجة في بداية حديثها إلى أنها تعمل حالياً على الانتهاء من اللمسات الأخيرة على فيلمها الروائي الطويل والأول لها بعد سلسلة من الأفلام القصيرة التي أنجزتها خلال الأعوام الماضية، موضحة أن العنوان المبدئي للفيلم هو «ثلاثة» ويتضمن ثيمات من الرعب النفسي الصادر عن ممارسات اجتماعية خاطئة تهيمن عليها الذهنية القائمة على الخرافة، وعلى سطوة المشعوذين والسحرة والدجالين، حيث يكشف الفيلم عن كذبهم، وجشعهم المادي، وزيف أعمالهم. وقالت إن اهتمامها منصبّ على «الرسم بالإضاءة» في فيلمها الجديد هذا، وفي مشروعها التالي، الذي سيكون فيلماً طويلاً أيضاً بعنوان: «باب»، وهو من كتابة وسيناريو «مسعود أمرالله» الذي ساهم بقوة في انتعاش السينما الإماراتية شكلاً ومضموناً، ومهّد بجهده الفني والتنظيمي لتطوّرها منذ بداياتها المبشّرة في أواسط التسعينيات.

وأضافت الخاجة أن الإضاءة بالنسبة لها هي التي تصنع مزاج الفيلم، وتخلق التأثير الأهم بصرياً وحسّياً ودرامياً، مقارنة بالعناصر السينمائية الأخرى، وقالت إن الإضاءة بألوانها وأطيافها المتنوعة هي التي تمنح المشهد السينمائي قيمته وثقله؛ لأنها تترجم الحالة الداخلية للممثلين المتناوبة بين الحزن والفرح، أو بين الطمأنينة والتوتر، كما أنها تجسّد افتراضياً ما لا يمكن تجسيده مادّياً، مشيرة إلى أن فيلميها الطويلين القادمين سيكشفان عن الكثير من الأنماط التعبيرية الساحرة للغة الإضاءة، وطريقة توظيفها بالشكل الأمثل لخدمة القصة أو التحولات الدرامية في الفيلم. واعتبرت أن سبب اهتمامها بالإخراج السينمائي هو قدرة الأفلام على احتواء كل العناصر الجمالية التي تعشقها، وجعلها في مكان واحد، فالسينما تحتضن جماليات المسرح والتشكيل والأدب والأداء الجسدي والموسيقا تحت مظلة مشتركة، وضمن نسيج إبداعي رفيع في خطاباته وإيحاءاته ورسائله، سواء على المستوى الفردي عند المخرج وكاتب السيناريو، أو على المستوى الجمعي لدى محبي الأفلام والمتابعين لها.

To read full Article: Click Here